لكن نحب أن نوضح من مصدر ثقة, وهو أن الإمام المجاهد العلامة العابد:
عبد الله بن المبارك رضي الله تبارك وتعالى عنه، وهو مَن نعلم قيمته, وما ورد في فضله، أُوتي في أيامه بأسنان يقول
الذهبي في
سير أعلام النبلاء -الجزء الثامن المحقق صفحة أربعمائة وسبعة عشر-: قال
أبو إسحاق الطالقاني كنّا عند
ابن المبارك فانهد الحصن -حصن كان لديهم- فأوتي بسِنَّين -عظام أسنان- فوجد وزن أحدهما مَنوان, يقول المحقق: أن المنوان.. المنا: 8,10 , يعني: المنوان يزنان حوالي كيلوين إلا ربع أو شيئاً من هذا.يقول: فأنشد
عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه في هذه السن شعراً يقول:
أتيت بسنين قد رمتا من الحصن لما أثاروا الدفينا على وزن منوين إحداهما تقل به الكف شيئاً رزينا ثلاثون سناً على قدرها تباركت يا أحسن الخالقينا فماذا يقوم لأفواهها وما كان يملأ تلك البطونا يعني: كيف تأكل هذه الثلاثين سناً والواحد منها ملء الكف؟!
إذا ما تذكرت أجسامهم تصاغرت النفس حتى تهونا وكل على ذاك ذاق الردى فبادوا جميعاً فهم هامدونا رضي الله تعالى عنه.هذا مما يؤكد الشيء المهم؛ أنه مثل هذا كان أمراً عادياً ومعروفاً.